نشرت مجلة السبط العلمية المحكمة، الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، بحثها الموسوم (بيعة الغدير ومرآتها الاجتماعية بوصفها نتيجة وسبباً ومولداً وهي صدع بالولاية الموروثة للأئمة (عليهم السلام)، السنة الرابعة، العدد السادس، كانون الثاني 2018م، تحدثت فيه ان بيعة الغدير كانت في يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة من سنة 10هـ/ 631م، وهي منعطف تاريخي في البعثة النبوية الشريفة، ولما كانت بإرادته ووحيه تعالى، أصبحت كمالا للرسالة الاسلامية.
وذكرت السبط إن "الله سبحانه وتعالى اختار الزمان في حجة الوداع، والمكان في (غدير خم)، وانما اختيرت هذه المناسبة حتى يسمعها أكبر عدد ممن حضر حجة الوداع، فيها كان اختيار الموضع بوصفه مفترق طرق لجهات مختلفة من بلاد المسلمين".
وتابعت إن "الوحي قد نزل على الرسول في موضعين سابقين، هما مسجد الخيف، وكراع الغميم، لكن في هاتين المرتين لم تتضح له الحماية والعصمة من الناس، وبينما كانت المرة الثالثة تؤكد عصمته وحمايته من الناس فكان امراً من الله تعالى لا يحتمل التأجيل".
وأضافت المجلة إنه " لما اكتمل تجمع الحجاج في غدير خم، خطبهم الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) فأبلغ في خطبته وأعلن ولاية امير المؤمنين (عليه السلام) وخلافته له تنفيذاً لأمر الله تعالى، تلقى (عليه السلام) التهنئة من المسلمين والمسلمات، ونظم الشعراء بهذه المناسبة قصائد مدح ووصف للحالة التي عمت المسلمين احياء لذكراها في مجتمع الصحابة المرافقة للرسول (صلى الله عليه واله وسلم) في حجه".
تواتر خبر بيعة الغدير عند المحدثين والفقهاء والمؤرخين وغيرهم من اهل العلم، ولم ينكروا ما ورد في نصوص خطبة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) مما يخص ولاية الامام علي (عليه السلام)، او جانبوا الحق في تفسير معانيه، الا الحاقدون والمتعصبون من اهل الزيغ، ولما أراد الامام علي (عليه السلام) ان يختبر صدق الصحابة في ذكرهم لما شاهدوه وسمعوه من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بحث ولايته (عليه السلام) وبيعته، اذ غلب على بعضهم الكذب واخفاء الحق، فلم يذكر الحديث منهم سوى ثلاثين صحابياً، وفي رواية سبعة عشر وفي أخرى ستة عشر، بل وصل العدد الى اثني عشر، اعترف زيد بن ارقم انه اخفى الحق، ففقد بصره، وكان الامام علي (عليه السلام) قد دعا على من كتم ذلك.