ذكرت مجلة السبط العلمية المحكمة الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة في البحث الموسوم (جهود الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في بيان مفهوم الامامة وفلسفتها وموقفه من سياسة المال والخوف في الدولة العباسية) دور الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في مواجهة المأمون في صفحات العدد الأول، المجلد التاسع السنة التاسعة.
أضافت السبط إن " أمام تزايد خطر التحرك العلوي ودور الإمام علي الرضا (عليه السلام) الفاعل، أعتمد المأمون سياسة المال والخوف في سبيل كسب الإمام وقادة العلويين الى جانبهِ، فعرض على الإمام منصب الخلافة شكلياً، وأستبدل السواد الذي هو شعار العباسيين بالخضرة، ليبعد الشكوك عن نيته المبيتة لتنفيذ مآربهِ والانقضاض على الإمام والعلويين في الفرصة المناسبة لذلك ".
وتابعت إنه " يتبين من قول الإمام حقيقة المأمون في تخطيطه واعطائه ولاية العهد للإمام وكشف بالوقت نفسه عن خوفه من نشاط الإمام في نشر فكر أهل البيت (عليهم السلام) وأحقية أئمتهم بالخلافة واتساع التأييد لهم في الأقطار الإسلامية والاعتقاد بإمامة الإمام وشيوعها بين المسلمين ".
وأشارت السبط إن " هذهِ الرواية كشفت عن مستوى تأثير الإمام في الساحة الإسلامية وانتشار الاعتقاد بإمامته وكان ردهُ حازماً بتصديق ما يقوله الناس في إمامته، بل زاد عليه بعدم ذكر المأمون بما يذكره الناس ".
وأكدت إن " سبب رفض قبول الإمام منصب الخلافة تحت تهديد المأمون وقبول ولاية العهد تحت التهديد نفسه، هو حكمة الهية لكونه لا يتصرف بالأمور من تلقاء نفسه بل تبعاً للأوامر الإلهية ولله في خلقهِ شؤؤن ".